حركة الإصلاح الديني في مصر وتاثيرها على الحياة الفكرية الإسلامية في ماليزيا

لقد امتدت تأثيرات فكرة الإصلاح والتجديد الديني التي بدأ ظهورها في العالم العربي وخصوصًَا في مصر إلى بلدان اسلامية أخرى في أفريقيا وآسيا. وفي بلاد جنوب شرقي آسيا ومن ضمنها ماليزيا، حيث كانت العلاقة بينها وبين البلدان العربية خاصة القاهرة قوية ومتينة، نمت وتطورت هذه الفكرة من خلال الطلاب الملايويين من ماليزيا الذين سافروا إلى القاهرة للدراسة والتفقه في الدين . وكانت هذه العلاقة – منذ آخر القرن التاسع عشر الميلادي – علاقة ثقافية وفكرية أثّرت على الطلبة الماليزيين في السلوك والإتجاه الفكري. فعزم هؤلاء الطلبة على حمل هذه الفكرة ونشرها في ماليزيا لتحسين أوضاع المسلمين عقيدةً وفكرةً وفهماً وسلوكاً وإحياء الفكرة العلمية في مسقط رأسهم الحبيب. فهذه الورقة تهدف إلى بيان مدى تأثير فكرة الإصلاح لدى زعمائها أمثال محمد عبده ( 1849- 1905) ورشيد رضا ( 1865- 1935) على العلماء الماليزيين في نشر الفكرة العلمية والمنهج العلمي في التفكير الأمة الإسلامية في أرض ماليزيا المتمثل في كفاحهم لرفض الجمود الفكري والتعصب للرأي والمذاهب ومحاربة البدع والخرافات والعقائد وكل العادات والتقاليد المنحرفة عن الإسلام وتوجيههم إلى التمسك بتعاليم الإسلام الصحيحة. فهذه الورقة ايضا ستعرض دور مشاهير دعاة الإصلاح الملايويين أمثال أحمد الخطيب ( 1860-1916 ) الحاج أغوس سالم ( 1884-1954 ) والشيخ طاهر جلال الدين ( 1869-1956) والسيد الشيخ احمد الهادي ( 1862-1934) وغيرهم من العلماء عن طريق نشاطهم في مجال التربية والإعلام وإنشاء المؤسسات العلمية وغيرها حتى تتهيّا في أرض هذه البلاد البيئة الصالحة لتطوير و نمو الحياة الفكرية العلمية فيها.